الجمعة، 18 يناير 2013

ذكريات ايام الحضانة 2

ستظل ذكرى ابله فهيمة هى الاسواء على الاطلاق فى ذكريات الحضانة بل فى ذكريات الطفولة كلها فقد اطلقت عليها ابلة فهيمة اللى ما بتفهمش حاجة .. مُدرسة التربية الدينية فى الحضانة فقد كنت اخاف منها دون اى سبب فقط لانها ترتدى ذلك الرداء الاسود وتخفى به وجهها -النقاب- على الرغم ان كل من يعمل بالحضانة سيدات والاطفال لا تتجاوز اعمارهم الخمس سنين.!! حين قررت ان تحدثنا عن الصلاة التى طالما احببت ان اقلد ابى فيها وهو يصلى وليتها ما فعلت !! فقد اخبرتنا ان من لايصلى سوف يصليه الله من عذابه وسيحرقه فى جهنم وهيهات من عذاب القبر وظلمته فسيخرج له ثعبان اقرع فى القبر ليعذبه ... لك ان تتخيل اننى قد ذهب الى البيت ذلك اليوم فاتحا فمى من الخضه لا استوعب ما حدث وفجأة قد انفرجت فى البكاء ... دخلت أجرى لأرتمى فى حضن أمى ...
  • ماما ماما والنبى أصحى يا ماما ...وامى تستيقظ فى خضة ... اية يا حبيبى فيه اية وبتعيط ليه !!!
  • يا ماما انا عاوز أصلى .. والنبى يا ماما علمينى الصلاة علشان عاوز اصلى
  • حاضر يا حبيبى بالراحة بس انت بتعيط لية ؟
  • يا ماما تعالى .. تعالى علمينى الصلاة دلوقتى بقى انا عاوز اصلى
  • طب اهدأ بس ماتعيطش علشان اعلمهالك ... أهدأ ... بالراحة يا حبيبى ... أهدأ
  • يلا بقى علمينى الصلاة
  • طب تأكل الاول وبعد كدة اعلمهالك
  • يا ماما لا بقى والنبى انا عاوز اصلى
  • طب قولى طب انت بتعيط ليه يا حبيبى ؟ واية اللى حصل ؟ حد قالك حاجة ؟
  • ايوة .. ابلة فهيمة اللى ما بتفهمش حاجة قالتلى اللى مش بيصلى ربنا بيعذبه وبيحطه فى النار .. وكمان لما بيندفن فى التراب بيطلعله تعبان كبير قوى قوى وشكله وحش وبيقعد يضربه ويخوفه ... وقالت كمان انه اقرع ...
ظهرت ملامح الأستغراب والدهشة على وجه أمى.. اخذتنى فى حضنها بقوة .. وقالتلى أهدا يا حبيبى و ما تخفش ربنا جميل وطيب ومش بيعذب حد.
الجزء المفضل بالنسبة لى عندما اخبرت امى القصة لابى لاجد ابى فى اليوم التالى قالب الحضانة راسا على عقب مديريها على مدرسيها ولا احد يستطيع ان يتفوه بكلمه واحدة لم يكن من المديرة الا ان تعتذر وبشدة عما حدث ولكن ما اسعدنى حقا اننى لن احضر حصة الدين مجددا ولن ارى ابله فهمية ثانيا بناء على طلب ابى.
حتى اننى فى يوم من الايام كنت اسير مع امى فقابلت ابله فهيمة صدفة فى الطريق جاءت لتسلم علي امى اما انا فقد اختبأت وراء ظهر امى ممسكا يدها حتى لا ترانى.
فقد كنت قبل ان تحدثنا اصلى لاننى احب الصلاة فى حد ذاتها رغم اننى لا اعرف ما هذا الذى افعله ولكن بعدما حدثتنا فقد صليت لاننى كنت مرعوبا من العذاب ومن ذلك الثعبان الاقرع التى اخبرتنا عنه .. فقدت الصلاة متعتها فى الصغر من حب الى خوف !!
-----------------------------------
عيد ميلادى فى الحضانة تقريبا هو عيد الميلاد الوحيد الذى اذكره فى طفولتى كنت مرتديا بدلتى الكلاسيك مع السديرى والبابيون (برنس انا طول عمرى) D:
تملا البلالين والزينة حيطان الحضانة وتعم الفرحة والسرور فى ارجاء المكان ليس لانه عيد ميلادى بل لان هذا اليوم لم يُدرس فيه شئ! بس انا اعتبرتها علشان عيد ميلادى! جلسنا جميعا نحتفل سويا ونلتقط الصور التذكارية وكالعادة بعد هابى بيرزدى تو يو و حيوا ابو الفصاد.. تأتى اللحظة المُرتقبه لإفتراس التورتة
حقيقتا كل ما اتذكره عن التورتة اننى اطفأت الشمع! اما عن الهدية التى احضرتها لي الحضانة فكانت مسدس البارود الاسود ابو 8 طلقات!
وددت لو استطيع ان اقتلهم جميعا

---------------------
عم سعيد بتاع الكبدة رجل يقف بعربته البسيطة على رصيف الحضانة يصنع سندوتشات الكبدة كانت رائحة الكبدة المميزة تصل الى اخر الشارع ويتهافت عليه الناس من كل مكان لطالما اردت انا أأكل من عنده ولكن امى كانت تمنعنى دائما وبشدة  بحجة ان الكبدة مجهولة المصدر ولم يتم الكشف عليها وقد يكون بها امراض او فاسدة او انها كبدة حمير وكلاب والرجل لا يغسل يديه وهو يعدها ولا يغسل الادوات التى يستخدمها والزيت بقاله ميت سنة ما اتغيرش مما يؤدى الى تكون المواد المسرطنه والعربه مليئة بالجراثيم ويغسل الاطباق فى جردل غير نظيف بمياه ملوثة ويضع العيش فوق شبكة على الارض المليانة بالاتربة ويغطيه بمفرش ملئ بالقاذورات ... تموتوا انتوا فى الرمرمة والاكل النظيف تسيبوه ... انا غلطان انى فتحت بوقى اساسا!